بإسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
أبنائي الأحباء،
تحتفل كنيستنا اليوم بالأحد الثالث بعد عيد الصليب المقدس، وما سمعناه في رسالة اليوم القديس بولس يقول: حياتي هي المسيح، والقديس لوقا يعلمنا كيف علينا أن نستغل الوقت في الحياة كي نكون أذكياء في ترتيب حياتنا، نحن تعودنا أيها الأحباء على الحياة السهلة، تعودنا على الرخاء، تعودنا على البحبوحة لكن عندما يأتينا الوقت الصعب، عندما تأتينا الأزمات، علينا أن نعرف كيف يجب أن نتصرف، ونحن قد مررنا في أزمة صعبة، وكنا حكماء في هذه الأزمة، أزمة الحرب، عرفنا كيف نتصرف، نحن الذين بقينا في هذه الأرض.
المسيح مدح الموظف الذي عمِل عند سيده وطلبت منه الوكالة، كيف تصرف بحكمة، ونحن اليوم يطلب منا يسوع أن نعرف كيف نتصرف بحكمة، لا أن نكون جهلاء، لا أن نكون معطبطين، لا أن نكون سخيفين، بل أن نكون أقوياء ونتصرف بحكمة، ودراية، كي لا نخسر الحياة، كي لا نبتعد عن الخط المستقيم، خط الحق والحياة الذي عاشه يسوع وأظهره للعالم، هل نحن كفؤ بأن نطبق ما طلبه يسوع منا في الحياة؟ هل نحن نتكل على إرادتنا، وعلى ضميرنا، وعلى عدلنا، أم نستغل الأوقات لمنافعنا الشخصية، ونضرب عرض الحائط بكل ما هو قيم وأخلاق؟ كثير منّا يستغل الأزمات، ونعرف كم هناك من تجار في الأزمات يربحون على حساب الآخرين، وكم هناك أناس يخسرون في هذه الأزمات لأنهم لا حول لهم ولا قوة، ولا يعرفون كيف يجب أن يتابعوا هذه الحياة، وفي الظلم تصرف بحكمة رغم أنه كان مخطىء، والسيد المسيح مدحه في خطئه لأنه رأى في ذاك الإنسان الذي يعرف كيف يتصرف في الحياة، ربما كانت معاقبته شديدة في النهاية لكن المسيح مدح هنا تصرف الإنسان، وكم نحن علينا يجب أن نتصرف بحكمة ودراية في كل أمور حياتنا، إن في البحبوحة، وإن في العذاب والألم، وعندما تلم بنا صعوبات الحياة، إن كان من الأمراض أو عدم الرزق أو عدم الحياة الهنيئة التي كنا نعيشها في الماضي، من ماء، وكهرباء، وإلى آخره… كنا نعيش في بحبوحة، وعندما أتتنا الحرب، وأتتنا الصعوبات، التزمنا بما يجب علينا أن نلتزم رغم كل ما عانينا من ألم لكن الكنيسة كانت معنا، يسوع كان معنا، وكان مع عائلاتنا، ولاتزال الكنيسة مع شعبها تطبق تعاليم يسوع، ” كنت جائعاً فأطعمتموني كنت عطشاناً فسقيتموني” ونحن اليوم معكم، وسنبقى إلى آخر الطريق معكم، ونأمل أن تزول هذه الصعوبات، ونتصرف أيضاً بحكمة ودراية.
حياتي هي المسيح لأنه هكذا علمنا يسوع أن نكون، أن يكون هو حياتنا، هو أملنا، هو رجاؤنا، أن لا ننسى أن ديانتنا المسيحية علمتنا كيف يجب ان نتصرف لأن المسيح يسوع هو حياتنا، وهو الذي علمنا كيف أن نحب بعضنا بعضاً، هذا هو الأمل، وهذا هو الرجاء في ديننا المسيحي.
اليوم يا أحبائي نحن (أكرر مرة أخرى) على مفترق طرق، إما أن نميز بين الخير والشر، وإما أن نسير في طرق الظلمات، وطريق الخير أمامنا، وعلينا ان نتبع هذا الطريق لأنه يوصلنا في النهاية إلى السعادة .
في هذا اليوم المبارك، وصلنا خبر من فنزويلا بوفاة شاب وأخ عزيز على قلبي المرحوم فتح الله بن جورج قنبز، الذي يسكن في مدينة فالنسيا في فنزويلا إثر مرض، توفاه الله في التاسع والعشرين من هذا الشهر، (يعني قبل يومين) والآن يحتفلون بجنازته هناك في فنزويلا، هذا الشخص الذي أعطى حياته في سبيل عائلته، وربى أولاده تربية مسيحية صالحة، وكان ابن الكنيسة، ودعم كنيستنا في مراكاي حيث انشأتُ هذه الكنيسة وهذا المجمع، وكان دوماً معنا في كل أمورنا الحياتية والروحية، شاب ممتاز ولد في حلب لكنه بعد هذا العمر الطويل أظن أنه بلغ الثامنة والستين شاءت الأمور، شاءت الأقدار أن يتوفى، لكنه ترك عائلة ممتازة، ترك أولاد، وزوجة، وأصبح مثالاً لجاليتنا المسيحية في فنزويلا، وقد كرمه غبطة أبينا البطريرك المثلث الرحمات انطوان حايك بالوسام الأعلى لكنسيتنا في مراكاي، عندما ذهب لتدشين والاحتفال بافتتاح المجمع الثقافي الروحي الذي بنيته هناك في مدينة مراكاي، هو وأشخاص عديدين كرموا في هذا اليوم، لكل ما عملوا وقدموا في سبيل الكنيسة، واليوم عندما اتحدث عن هذا الشخص لأنه يعزُّ على قلبي كثيراً، وقد تألمت لفراقه لأنني عندما كنت اذهب إلى فنزويلا دوماً كان بالقرب مني، في كل لقاءاتي، وفي كل زياراتي هو وعائلته، فاليوم أقدم تعازي القلبية لزوجته ماري، ولأولاده، ولمجتمعنا في مدينة فالنسيا في فنزويلا، اسمحوا لي أن أقدم كلمة تعزية بالأسبانيولي لهذه العائلة .
بنعمة الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين