الرئيسية | عظات | الأحد الذي يلي عيد الميلاد

الأحد الذي يلي عيد الميلاد

باسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.

أبنائي الأحباء،

“اليوم تم هذا المكتوب في اسماعكم”، اليوم تمت ولادة يسوع المسيح في عالمنا المعاصر، تمت ولادة جديدة، وبدأنا عاماً جديداً، هذا ما نرجوه أن يكون وسنة جديدة، ميلاد جديد لقلبنا، ميلاد جديد لضميرنا، ميلاد جديد لعائلاتنا، لبلدنا، لمدينتنا، ميلاد الخير والفرح والسرور والسلام، هذا ما نتمناه في هذا العام، ولجميع ابنائنا أينما وجدوا.

نحتفل اليوم بختانة الطفل يسوع بعد الميلاد، بعد ثمانية أيام من الميلاد، نحتفل بالختانة، كما عندما يولد طفل في عائلاتنا كعادتنا القديمة ولا زالت حتى اليوم، (نختن الصبي، يعني بالحلبي تطهير) هذه عادة يهودية قديمة لا زالت سارية حتى اليوم، اليهود، والعرب، الأوروبين، والاميركان لا اعتقد انهم يقومون بالتطهير، إنما في الطقوس الشرقية هناك عادة التطهير أي الختان، وكلنا مختونون، هذا ما يظهر عن علاقتنا بالتشريع اليهودي القديم الذي لا زالت كنائسنا تحافظ عليه ككنائس شرقية.

وعندما ولد يسوع وبعد ثمانية ايام أخذوه ليختن في الهيكل، واليوم يحتفل العالم بسنة جديدة سنة 2017، وتحتفل الكنيسة أيضاً بعيد غريغوريوس وباسيليوس، وهذه أيضاً أعياد كنسية تُعيّد لها جميع الكنائس الشرقية، فعدة مناسبات نحتفل بها اليوم، نتنمى يا أحبائي أن نعرف أن واجبنا كمسيحيين يفرض علينا أن نولد يومياً بروح جديدة، الميلاد يتطلب منا أن نعيش حياتنا بتجديد متواصل ليس فقط جسدياً إنما فكرياً، وعقلياً، وروحياً، هذا التجديد يصنع منا الإنسان الجديد، الإنسان المتقدم، الواعي، ماربولس تحدث قبل ألفي سنة عن حياة الإنسان، ويسوع أيضاً، ونفهم من كلام الإنجيل، ومن رسائل مار بولس أن الإنسان المعاصر هو الإنسان الفعّال، هو الإنسان الذي يعمل، الذي يشتغل ويتعب، وذاك الإنسان الذي يواصل حياته يومياً بالأخذ والعطاء، بالفكر، بالعلم، بالثقافة، بالعمل اليومي، بالتعب الجسدي، بالتفكير الدماغي، كل هذه الأمور تلعب دورها في حياة الإنسان.

  • فماذا نتمنى نحن بعد أن انتهينا من وجع رأس كبير مرّ علينا لخمس سنوات تقريباً، من حرب طاحنة أكلت منا الدماغ والفكر، واتعبتنا بالجسد والروح؟
  • هل نحن نتعب ونيأس ونتراجع أم نتابع ونعيش بالأمل والرجاء، ونتابع حياتنا كأن شيئاً لم يكن؟

أكيد هناك خسائر كثيرة حدثت بالمدينة من أرواح، ومن ماديات، لكن الأمل هو الذي ولد فينا من جديد كي نتابع هذه الحياة، ولا نيأس، وقد تحدثنا في السابق عدة مرات أن خلال خمس سنوات كنت أنا أدعم فكرة التطور، أدعم فكرة الثبات، وأطلب من الجميع أن لا نيأس، وأن الحل سيأتي والحمد لله، انتصرنا على هذا الارهاب الذي خرج من مدينتنا وأعطانا الراحة الفكرية والدماغية، عاد الكمبيوتر في مخنا إلى العمل من جديد لكن إلى الأمام ليس إلى الوراء، فهذه الأمور تأتي من روحانيتنا، الروحانية التي أعطانا إياها يسوع المسيح في الولادة، في الميلاد ثبّت فينا نعمة الايمان، هذا الايمان الذي لا يثمّن بالمال، هذا الايمان ثمنه روح، ثمنه حياة، ثمنه المسيح الحاضر فينا، هذا المسيح الداخل في قلوبنا هو الذي يدعمنا، ويقوينا، ويجعلنا نعيش بالامل والرجاء دوماً، لا نيأس يا أحبائي، دوماً هناك تطور، ودوماً هناك حياة خلاقّة، ودوماً هناك الأمل والرجاء، وعلى هذا الأمل والرجاء نتابع هذه الحياة.

اليوم وبعد هذه الأمور التي مرّت علينا احتفلت حلب بهذا النصر الكبير، لكن النصر المفاجىء، كلنا تفاجأنا كيف انتهت حلب بهذه السرعة؟  فعلاً أنا أقول أن يسوع عمل اعجوبة في الميلاد، (عمل معنا اعجوبة وطيرلنا هالناس، انا ما كنت بفكر ابداً، هدول يلي قاعدين بحلب القديمة، وبالجديدة، والسيد علي، كيف رح يطلعوا ؟ مين بدو يطالعهم؟ يعني كان لازم هدول يصطادوهم واحد واحد، بس الحمد لله بعد ما دخلنا لهديك الشوارع، يمكن حكيت هالشي الاسبوع الماضي، وشفنا الخراب والدمار، ووين كانوا هالمسلحين قاعدين، كيف طلعوا هدول؟ منقول ربنا يسر الأمور الحمد لله، نشكره تعالى، الموضوع انتهى وانشاء الله بلا رجعة، لحتى نبلش اعمالنا من جديد، وشعبنا يرجع يبلش من جديد، ويرجع يشتغل، ويربح، ويربي أولاده، ويرجع يستفاد من الحياة يلي كان عايش فيها بالماضي)، كل هذا نأمله يا أحبائي في هذا الميلاد.

نتمنى أن تكون سنة 2017 خاتمة الأحزان، أحزان الناس ليس في بلدنا فقط، في كل أصقاع العالم، لاحظنا خلال سنة 2016 ماذا جرى في كل العالم من قتل، ودمار، وحروب، وتفجيرات، وإلى آخره… كلنا عاصرنا فترة سياسية صعبة، وتفجيرات رهيبة، إن كان في بغداد، وتركيا، والمانيا، وفرنسا، كل هذه الأمور مرت خلال سنة صدّعت واهلكت العالم، اليوم نطلب من يسوع الفادي الإلهي في هذه السنة الجديدة، أن يحلّ الأمن والسلام في كل أصقاع الأرض، وان يعطي للإنسان، هذا الإنسان الخاطىء، أنا الإنسان الخاطىء، يعطيه فكراً جديداً بأن يعامل أخاه الإنسان بالمحبة والسلام، لأن من يبذر الأفكار السيئة هو الذي يعيش فيه الشيطان، وهناك آلاف من البشر في قلوبهم الشر، في قلوبهم شيطان، هذا الشر الذي نسميه شيطان أي الأفكار السيئة التي تلعب في حياة الإنسان، وتجعله أن يكون عبداً للشر فيبذر الأفكار السيئة بين الناس، ويحمّس على الحروب، ويفبرك الأسلحة ويبيعها، وهناك الطامة الكبرى عندما تقلب الحياة من الخير إلى الشر، فنطلب من يسوع اليوم أن ينيّر عقل الإنسان، أن يكون رحوماً، أن يكون عطوفاً على أخيه الإنسان، أن يكون مسالماً، محباً للآخرين، وهكذا يعيش العالم بالأمن والسلام، اتمنى لكم عيداً سعيداً واقدم هذه الذبيحة على نيتكم .

بنعمة الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by themekiller.com anime4online.com animextoon.com apk4phone.com tengag.com moviekillers.com