أخبار عاجلة
الرئيسية | عظات | الخامس من الصوم

الخامس من الصوم

بسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

أبنائي الأحباء،

اليوم نحتفل بالأحد الخامس من زمن الصيام المقدس، وهذا الزمن كما نعرف هو زمن الرجوع إلى الذات، وطلب المصالحة مع الله، والمصالحة مع القريب، والمصالحة مع الذات، هذه الأمور الثلاثة علينا أن نعيشها في هذا زمن الصوم كي نعيش بضمير مرتاح، كي نعيش زمن الصوم بقلوب نية، صافية، ونوايا حسنة، عندما اتصالح مع الله، وعندما اتصالح مع القريب، وعندما اتصالح مع ذاتي، أكون مسيحياً صادقاً مخلصاً لتعاليم الانجيل المقدس.

أجسادنا يا أحبائي هي هيكل الله تعالى، هي هياكل حية لله تعالى فيها أتى وسكن، الله تعالى في علياء سمائه سكن في هيكل الإنسان كي يحيي الإنسان، كي يعطي الإنسان حياة كاملة، حياة لائقة، حياة مكرمة، حياة محترمة، وهنا يسوع في إنجيل اليوم، يقدر هيكل الإنسان عندما أقام ابن أرملة نائين من الموت، نعرف أن يسوع أجرى معجزة، من يستطيع أن يقيم الموتى إلا الله؟ هنا يسوع أظهر قدرته الإلهية عندما أوقف حاملي النعش، وقال للشاب: ” لك أقول قم”، بكلمة واحدة أقام هذا الإنسان من الموت، ودفعه إلى أمه، لماذا؟ لأن يسوع اشفق على الأرملة إذ لها هذا الابن الوحيد، كي يعزي قلبها أعاد لها ابنها إلى الحياة، وهذا كان تمجيداً لله تعالى لأنه سكن في قلب الإنسان كي يعطيه الحياة.

الله ساكن فينا يا أحبائي، ساكن فينا في ضميرنا، بمعاملتنا، وبمسامحتنا لبعضنا البعض، الله تعالى يظهر وجوده عندما يرى الإنسان صدق فيما يقول، ويصدق فيما يقول، ويطبق تعاليم الإنجيل المقدس، عندما يتحدث يسوع معنا عن المحبة، عندما يتحدث يسوع عن الغفران، عندما يتحدث معنا عن الصفح، وعن المعاملة الحسنة، هذا هو المسيحي الصادق الذي يعامل الآخرين بصدق وبإخلاص، بدون غش ورياء، بدون خداع، بدون استغلال، هذا هو الإنسان الصالح، الإنسان الصالح لا يجب أن يظهر أعماله كي يتحدث الناس عنه، الناس ترى وهي تقول، ولا داعي لي أن أقول عن ذاتي إنني جيد، وإنني إنسان صادق، أعمالي هي التي تظهر عن شخصيتي، فقط أعمالي، وهذا ما يريده الله تعالى منّا أن نكون صادقين في أعمالنا، أن نكون مخلصين لعائلتنا، مخلصين لمجتمعنا، لشعبنا، لوطننا، أن نكون مخلصين لكنيستنا، وهذا يكفي، وهذا يكون أعظم صيام نقوم به خلال الصيام الكبير المقدس، هنا نكون قد تصالحنا مع الله تعالى، وقد تصالحنا مع ذاتنا، وقد تصالحنا مع القريب، عندما نكون شفافين بحياتنا اليومية، ابن ارملة نائين لم يكن إنساناً كاملاً، لم يكن إنساناً قديساً، كان إنساناً عادياً، لكن توفى شاباً لا أحد يعرف ما سبب موته لكن الله تعالى أراد بهذه الأعجوبة أن يكشف للبشر أنه قادر على كل شيء، وهذا هو يسوع القادر على كل شيء، ونحن نؤمن بأن يسوع قادر أن يشفينا من أمراضنا المزمنة، من أمراضنا الجسدية والنفسية، وما نعيشه أيها الأحباء، وما عشناه خلال ست سنوات من حرب قاسية عشناها هنا في حلب، هذا الصبر، وهذه التعزية، وهذا الأمل الذي نعيشه هو أعجوبة من الله تعالى زرعها في قلبنا كي نتحمل هذه الحرب التي أجبرنا على احتمالها .

الإنسان وأنانيتيه ومحبته لذاته، ومحبته للمال، ارسل لنا كل حثالات العالم كي تدمر بلدنا، كي تخرب بيوتنا، كي تقتل شبابنا وشاباتنا وأطفالنا، هذا الإجرام هو من عمل الشيطان، هذا الإجرام الذي احتملته سوريا من عمل الشيطان، ونحن احتملنا ولا زلنا نحتمل، وانتهينا، وانتهت حلب من هذه المعركة القاسية، والآن علينا أن نتابع هذه الحياة أيها الأحباء كي نصل إلى راحة ضمير، وكي نكون نحن أبناء هذه المدينة، وأبناء هذا البلد مخلصين لهذه المدينة، ولهذا البلد، بمثالنا الصالح، بمعاملتنا الحسنة لبعضنا البعض، هذا هو إنجيلنا، هذا ما علمنا إياه يسوع أن نحب بعضنا بعضاَ، أن نسامح بعضنا بعضاً، أن نكون مخلصين لبعضنا البعض.

نأمل أن يكون هذا الأحد، وهذا الصوم الذي نعيشه، ومراحل درب الصليب التي نعيشها يوم الجمعة مساء، نتألم مع المسيح، ونصبر مع المسيح إلى يوم القيامة، يوم قيامة يسوع المسيح بالمجد بالفرح، وبقي لنا أيام قليلة كي ندخل أسبوع الآلام علينا يا أحبائي أن نبقى في هذه الروحانية، أن نبقى في هذا الثبات بهذا الصبر، بهذا الاحتمال كي نظهر ليسوع أننا مؤمنين بكلمته، مؤمنين بإنجيله، وهذا ما سنبقى عليه إلى آخر يوم من الحياة.

ادعوكم للمشاركة معنا في هذا القداس الذي نقدمه لراحة نفس انجيل يوسف قاووق زوجة السيد نوبار حنو طالبين منه تعالى أن يسكنها في السماء مع الأبرار والصديقين.

بنعمة الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by themekiller.com anime4online.com animextoon.com apk4phone.com tengag.com moviekillers.com