الرئيسية | عظات | ذكرى الظهور ليوسف

ذكرى الظهور ليوسف

باسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.

أبنائي الأحباء،

تُعيّد كنيستنا السريانية اليوم عيد ذكرى الظهور ليوسف، ذكرى الظهور ليوسف معناه ان الله تعالى يظهر مرة أخرى في حياة الإنسان، في المرة الأولى عندما خلق، وفي المرة الثانية عندما يرسل الملاك جبرائيل ليوسف البتول كي يخبره بالحبل الإلهي.

وهذا العيد هو عيد تحضيري للميلاد، كما سمعنا في رسالة اليوم للقديس بولس، أن الله تعالى لا يظلم، وأن الله تعالى يفي بوعوده لأنه وعد الإنسان بالخلاص، والله تعالى وفى بوعده، وارسل ابنه الحبيب الوحيد يسوع المسيح كي ينتشل هذا الإنسان الذي أخطأ بحقه في بداية الخلق، ويساعده على الخلاص من هذا الخطأ الذي ارتكبه، أي خطأ العصيان، خطأ المخالفة، كلنا نعرف كيف تحدث سفر التكوين عن خطأ آدم وحواء، وكيف حواء أغرت آدم، ورمزوا لنا بموضوع التفاحة، هذا يرمز عن موضوع المخالفة، العصيان، ارتكاب الخطأ، وبما أن الإنسان مجبول بالأخطاء، نرى قلب الله تعالى قلب رحيم، قلب غفور لا يحقد لأن كل بنيان الله تعالى مبني على المحبة، ومار بولس يقول: “المحبة لا تحقد، المحبة لا تتفاخر، المحبة هي كل شيء في حياة الإنسان، ولو لم تكن فيّ المحبة لو صنعت كل المعجزات، ولم تكن في المحبة، أكون كالطبل الذي يطن، والصنجة التي ترن”.

الله تعالى خلقنا أيها الأحباء عن محبته لنا، ولذلك طبق وعده بأن ارسل يسوع الذي احبنا أيضاً، وغفر لنا، غفر لنا خطايانا، وساعدنا، وشفى مرضانا، وأطعمنا، وإلى آخره… وتعرفون كل مراحل الإنجيل المقدس الذي يتحدث عن يسوع، وعن تضحياته في سبيل الإنسان.

اليوم عندما بُلِّغ يوسف، خطيب مريم بالحبل الإلهي تعجب، كيف يكون هذا؟ كيف ستلد العذراء من الروح القدس، من الروح القدس؟ يوسف كان إنساناً بسيطاً لا يعرف شيئاً عن هذه المواضيع، والعذراء مريم كانت فتاة بسيطة متواضعة، فهبط عليهم هذا الوحي أو هذا الأمر، هبوط الصاعقة من السماء، لنتصور واحد منّا يأتيه ملاك بالحلم أو يظهر له ملاك، ويقول له: انت اليوم ستصبح كذا أو انت اليوم ستنتقل إلى مكان آخر، يعني عندما تأتينا مفاجأة لا نعرف كيف نتصرف، فيوسف عندما بلغه الملاك بالحبل الإلهي سكتـ لم يجب، بل نفذ، والعذراء عندما بلغت بالحبل الإلهي أيضاً قالت: ” ها أنا أمة للرب”، (شو بدها تقول للملاك، ما عندها جواب) أطاعت أمر الله تعالى، أطاعت أمر الملاك جبرائيل.

كل هذا يحضرنا يا أحبائي إلى فهم معنى الميلاد، لماذا سيأتي يسوع مرة أخرى إلى حياة الإنسان؟ لماذا نُعيّد نحن عيد ميلاد المسيح؟ نُعيّد لأننا نُعيد العهد معه، نُعيد الصلح، نُعيد المحبة لأن يسوع يحبنا بشكل غير مقطوع، يحبنا حتى النهاية، حتى لو كنا مليئين بالأخطاء، يسوع دوماً يغفر لنا، يسوع دوماً يحبنا، وميلاده هو ميلاد محبة في قلب الإنسان الخاطىء، ولولا خطأ الإنسان لما كان المسيح أتى إلى عالمنا، لماذا أتى؟ أتى لكي يحررنا من أخطائنا، وأتى لكي يساعدنا من حالة الخروج من حالة الضعف البشري، كي يساعدنا كي نكون قديسين، فالميلاد هو ميلاد النور في قلب الإنسان، هو ميلاد المحبة في قلب الإنسان، هو ميلاد العطاء في قلب الإنسان، هذا هو يسوع، هذه المحبة يا أحبائي.

ونحن اليوم نظهر ليسوع محبتنا عندما نتجه إليه، ونصلي، ونطلب منه، ونطلب مساعدته، ونطلب منه في كل حين، خاصة في صعوباتنا، في أوجاعنا، في أمراضنا، يسوع دوماً معنا، الله تعالى دوماً معنا، رافق البشرية منذ الخلق حتى يومنا، وحتى النهاية، وخاصة في أيام الصعوبات نرى الله تعالى ظاهر في حياتنا، ولولا لا نراه، يظهر في عقلنا، في ضميرنا، الله تعالى دوماً حاضر معنا، ويسوع معنا، هذا الضمير الصالح الذي نتحلى به هو أكبر دليل على وجود الله تعالى في حياتنا.

اليوم نحن نتحضر للميلاد كي نقول ليسوع سنبقى أوفياء وأمناء لك يا رب، سنبقى أوفياء لكنيستنا، سنبقى أوفياء لتعاليم إنجلينا، سنبقى أوفياء لعائلاتنا، لأولادنا، سنربي أولادنا أحلى تربية، اليوم في هذا زمن الحرب، زمن الصعوبات واجبنا أصبح أكبر بكثير من الماضي، اليوم أولادنا يتربون على السلاح، اليوم أولادنا يرون الكلاشينكوف، والفرد، ويرون الدبابة، ويرون الطائرات التي تقصف، فكيف سنربي نحن جيل جديداً بعيداً عن الارهاب؟ (الطفل الذي عمره خمس سنين  بدو يكبر، بدو يشوف دبابات وطيارات عبتضرب، وقتلى، وجرحى، والأبنية المهدمة، كيف بدها تكون نفسيتو بالمستقبل؟ على شو بدو يتربى؟ على أي تعاليم بدو يتعلم؟).

نحن كعائلة علينا أن نتابع تربية أولادنا بالطريقة المسيحية التي تعلمناها من الإنجيل، أن نكون أوفياء لإنجيلنا بالتعاليم، بالمثل الصالح، نحن لا نريد أن يتربى الولد على الارهاب، (والولد يلي بيتربى على الارهاب بيطلع مجرم، مافي مجال)، ولذلك نطلب من الفادي الإلهي أن يبقى دوماً معنا، في صعوباتنا، في أحزاننا، في أفراحنا، في هذا الميلاد السعيد الذي نرجو أن يكون ميلاداً جديداً لهذه المدينة المقدسة، لهذه الكنيسة، لهذا الشعب، أن يكون لنا جميعاً ميلاد نور وعطاء، وتكون نهاية الحرب على هذه المدينة التي تعذبت خلال خمس سنوات، أن يشرق النور من جديد على ذوي النيات الصالحة، وعلى ذوي النيات الشررة، ربما ونحن متأكدون عندما يسوع يريد يفعل المعجزات، أن يغير عقل الإنسان الارهابي كي يعود إلى رشده، ويكون إنساناً صالحاً في المجتمع لأن الذي يزرع الارهاب يزرعه اليوم هنا، وينتقل الارهاب إلى مكان آخر، وينتشر في اصقاع العالم كله، (هاد هو روح الشر يلي منحكي عنه على طول، روح الشرير الشيطان) الذي يدخل في قلب الإنسان ويغير عقله نحن نري أن نبقى بعيدين عن هذا التفكير، نريد أن نبقى قريبين من يسوع المخلص المحب، ديانتنا المسيحية مبنية على المحبة أيها الأحباء، وليس على الارهاب، وهذا ما يميزنا، وهذا ما يعذبنا، وهذا ما عذب المسيحية منذ البداية وحتى يومنا لأن المحبة تغفر، وهكذا علمنا يسوع أن نسامح، أن نحب وحتى أعداءنا، بتعرفوا بالإنجيل أحبوا حتى أعداءكم.

فاليوم في هذا القداس الذي أقدمه على نيتكم جميعاً طالباً من طفل المغارة الذي سيولد بعد أيام، أن يولد في قلوبنا، أن نكون على مثال يوسف البتول، على مثال العذراء مريم، خاضعين إلى إرادة الله تعالى، كي تكون عائلاتنا عائلات مقدسة ولو صغيرة، ولو بقيت قليلة، لكن هذا التجمع، (هذا المنظر يلي بيجنن معنا اليوم بالكنيسة أكبر دليل على وجودنا في هذا البلد، رح نبقى، رح نبقى لآخر المطاف، رح نظهر للعالم أننا شهداء أحياء، عمنعيش في تجارب الحرب ولا زلنا مؤمنين وصامدين في إيماننا، وهاد يلي حلو في كنيستنا، والله يبارك فيكم، وهالقداس يلي منقدمه على نيتكم، بيكون زيادة خير وبركة على الجميع).

بنعمة الآب والابن والروح القدس. آمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by themekiller.com anime4online.com animextoon.com apk4phone.com tengag.com moviekillers.com