أخبار عاجلة
الرئيسية | عظات | عظة الأحد الخامس بعد عيد الصليب

عظة الأحد الخامس بعد عيد الصليب

بإسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

 

أبنائي الأحباء،

عدنا قبل أيام من لبنان، وكنا قد اشتركنا مع أحبار الطائفة السريانية في سينودوس أساقفتنا الذي ترأسه غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان من 3-7 تشرين الأول، حيث تدارسنا مواضيع عدة :

– منها التجديد الليتورجي للقداس، هذا القداس بعد أسابيع، سنقوم بقداس آخر مماثل لهذا القداس إنما هناك بعض التعديلات، وسيطبع عند الانتهاء من دراسته بعد أشهر أي في السنة القادمة، إن أخذت الموافقة عليه، سيطبع بكتاب جديد، وستتعودون على هذا القداس الجديد كما سيصبح بعد التعديل.

– وفي نقطة ثانية تدارسنا موضوع الأبرشيات، وقرئت تقارير عن كل أبرشيات الطائفة في العالم.

– وتدارسنا أيضاً الحق القانوني السرياني الكاثوليكي، الذي سيقدم إلى قداسة البابا ليقره كي يجري حسب قانوننا السرياني الكنسي التعديلات التي تخص كنائسنا في الشرق وفي العالم.

– وتدارسنا أيضاً موضوع الاكليريكيات، وتم انتخاب مطران جديد مساعد لغبطة أبينا البطريرك للدائرة البطريركية، هذا هو مجمل ما اجتمعنا من أجله في هذا السينودوس المقدس.

وغداً سنذهب إلى دمشق للاشتراك في سينودوس أساقفة سوريا الكاثوليك في دمشق، في بطريركية الروم الكاثوليك حيث سيترأس غبطة البطريرك جوزف العبسي بطريرك الروم الكاثوليك للمرة الأولى بعد أن أصبح بطريركاً  هذه الجلسات، وبحضور ومشاركة غبطة أبينا البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان لمدة ثلاثة أيام 17-18-19 من هذا الشهر، وسنعود إلى حلب يوم الجمعة القادم إنشاء الله، أيضاً من حلب سيشارك مطارنة حلب الكاثوليك في هذا الاجتماع.

اليوم نحتفل بالأحد الخامس بعد عيد الصليب المقدس، وفيه نحتفل أيضاً بعيد مار آسيا الحكيم واشعيا الحلبي، وكنا في السابق في كنيسة مار آسيا نحتفل كل عام بهذا العيد، وكنا نقدس قبل الحرب، قبل أن تهدد هذه الحرب الشرسة جزء من الكنيسة، وهدمت المطرانية، كنا نعيش ذكريات، وكنا نعيش بفرح وسرور في هذا العيد، ونبارك المياه، ونرش الناس بالمياه المقدسة، كانت أعياد حلوة وجميلة، نأمل يا أحبائي بعد أن يتم ترميم الكنيسة (كنيسة مار آسيا) واستعادتها، أن نعود إلى هناك لنحتفل بالعيد المقدس عيد مار آسيا الحكيم واشعيا الحلبي، كلها أيام تمر، وسنين تمر، والعالم يتابع مسيرته ونحن أيضاً، لكن الأمل والروحانية المسيحية وتعلقنا بكنيستنا هو ما يجعلنا نتابع الحياة رغم كل صعوباتها وفي أوجاعنا، الحمد لله الأمور تتحسن قليلاً بعد قليل في هذه المدينة، وعادت الكهرباء أفضل من السابق، وكنا نتحدث ونقول ونتأفف ونتذمر من الخدمات السيئة ولكن اليوم والحمد لله نرى أن الأمور أصبحت أفضل بكثير من السابق بوجود الماء والكهرباء والأكل والشرب، نأمل أن تعود الأعمال والأشغال، ويعود الناس إلى محلاتهم التجارية، وإلى سحب الأموال والربح، ولكننا لا نزال نعتمد على المساعدات الكنسية، فيجب أن نتحضر من الآن يا أحبائي أنه سيأتي وقت أيضاً هذه المساعدات ستقف، الممولين من الأجانب، من الكنائس الأجنبية من أميركا وأوروبا سيقفون عن ارسال المساعدات، فعلينا نحن أن نتابع حياتنا، ونعود إلى نشاطنا، واجتهادنا، وعملنا، كي نعيد حياتنا الطبيعية كما كانت في السابق، ونتكل على ذواتنا.

اليوم الكنيسة لا تزال وستبقى معكم إلى آخر المطاف، ونحن نقوم بترميم كنسيتنا الكاتدرائية، والمطرانية، ونتابع الأعمال بجد ونشاط، والآن وضعنا السقالات لدهن قبة المطرانية والعواميد، وسنضع قريباً إنشاء الله الزجاج الملون، ونتابع العمل في مبنى العزيزية، وهنا في مطبخ المطرانية الأمور تسير إلى نهايتها، وبدأنا بحف الخوانات القديمة الخاصة بالكاتدرائية، وإنشاء الله سترون الكاتدرائية بحلة جديدة جميلة مختلفة عن الماضي، وإنشاء الله ستجعل في قلوبنا الروحانية أكثر من الماضي بكثير لأننا بعد انتهاء الحرب على بلدنا سنولد ولادة جديدة، ولادة فرح وسرور، تعيد الأمل والرجاء إلى عائلاتنا وأولادنا، كما نتمنى أن تعود عائلاتنا التي خرجت من حلب إلى المدن السورية أن تعود إلى حلب كي تعود إلى حياتها الطبيعية، والذين غادرونا إلى اوروبا وأمريكيا وكندا واستراليا نأمل إن كانوا مقتنعين بحياة حلب أن يعودوا، وإن وفقهم الله هناك بارك الله فيهم، لكن نحن الذين بقينا في حلب علينا أن نتابع رسالتنا إلى آخر المطاف، نحن هنا ونحن أصل هذه الأرض كما نقول دائماً، ونحن أصحاب هذه الأرض، وهذه الكنيسة علينا أن ندافع عنها، ونحميها، ونحرسها، ونقتات منها، ونقدسها، ونتبرع إليها، لأننا كعائلة واحدة علينا أن نتابع هذا الانضمام، وهذه الروحانية التي نمتاز بها نحن سكان حلب.

اليوم يسوع يقول لنا في إنجيل القديس لوقا : “علينا أن نكون أقوياء في بنيان حياتنا”، من يريد أن يعمر يجب أن يبني على أساسات متينة، ونحن في حياتنا نبني على أساسات متينة، هذه روحانية الكنيسة، هذه قوتنا يا أحبائي، أساساتنا أساسات الإنجيل، أساساتنا أساسات يسوع هو الذي بنى في قلبنا المحبة، وجعلنا نؤمن بهذه المحبة، ونحن نبشر بهذه المحبة، ونبشر بهذا الإنجيل، فقاعدتنا لا تتزعزع، وبنياننا لا ينهدم مهما جارت عليه الأيام والسنين لكن إيماننا سيبقى ثابتاً بعونه تعالى.

نطلب في هذا العيد عيد مار آسيا الحكيم وأشعيا الحلبي، وبوجودكم، ومؤازرتكم بعد بركة المياه، نطلب من يسوع، ومن مار آسيا الحكيم أن يُحكم في حياتنا القداسة، هو الطبيب، هو الشافي، يسوع هو الذي أيضاً أعطانا الحياة، وهو يتابع معنا هذه الحياة، نطلب البركة لشعبنا، لأولادنا للذين يدعون بحكمة                                                                           بالسرياني الطبيب الحكيم، الطبيب الذكي، الطبيب الشافي، نطلب منه أن يشفي أمراضنا، ويعيد إلى أطفالنا الصحة والعافية، يسوع بارك إيماننا، بارك هذا الاجتماع، أبعد عنا الشرور والصعوبات، وبارك عائلاتنا، وجميع الذين بقوا في هذه المدينة أعدهم إلى منازلهم، قوهم في الإيمان كي يظهروا دوماً محبتهم لك.

بنعمة الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by themekiller.com anime4online.com animextoon.com apk4phone.com tengag.com moviekillers.com