الرئيسية | عظات | أحد تجديد البيعة

أحد تجديد البيعة

باسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.

أبنائي الأحباء،

اليوم تُعيّد الكنيسة عيد تجديد البيعة، الأحد الماضي عيّدنا عيد تقديس البيعة، اليوم تجديد البيعة أي تجديد الكنيسة، وكما سمعنا في رسالة مار بولس حيث يتحدث عن الهيكل، وعن قدس الأقداس، وعن تجديد الحياة، نرى يسوع اليوم أيضاً حسب القديس يوحنا يعطينا فكرة واضحة عن تجديد الداخل، عن تجديد الإنسان من داخله، من قلبه، من تفكيره، فهو الذي أتى، وأراد أن يجدد في حياة الإنسان، اِنتُقِدَ، وصُلِبَ في تصريحاته، وكلماته، وأعاجيبه لأنه أتى إلى العالم كي يجدد العالم، لا كي ينقض العالم، إنما كي يحدّث، كي يغيّر لكنه لم يُقبَلْ بين جماعته، وخاصته، يعني بالمجتمع الذي كان يعيش فيه كان مرفوضاً، وحكم عليه حكماً غير صائب، غير صحيح لكنه بما انها كانت تعاليم جديدة فالشعب لم يتقبلها، ولذلك رُفض، وحُكم، ورُذل من جماعة الفريسيين واليهود، كما اليوم عندما يأتي الإنسان بأعمال جديدة لا تستقبل هذه الأعمال بالسرعة، وهناك من ينتقد، وهناك من يرفض، وهناك من يكذب، أمور طبيعية تجري في حياة الإنسان لكن يسوع قال لهم: ” انتم لا تؤمنون بي آمنوا بالأعمال، وإن كنتم لا تؤمنون بي ولذلك لا تؤمنون بأبي الذي ارسلني، فأنا والآب واحد، لماذا ترفضون هذه الأعمال التي أنا أقوم بها؟”  يقصد بالأعمال الأعاجيب، والشفاءات، وإقامة الموتى، وتكسير الخبز، وإلى كل العجائب التي صنعها يسوع، ألا تكفي هذه كي يؤمن الإنسان بأن هذا هو المسيح المنتظر؟

إن رجعنا إلى بداية النص الإنجيلي الذي سمعناه اليوم يقول: ” اليهود قالوا له حتى متى تقلق نفوسنا؟ إن كنت أنت المسيح فقله لنا علانية” أجاب يسوع وقال لهم: ” قد قلت لكم، وانتم لا تؤمنون إن الأعمال التي أعملها باسم أبي هي التي تشهد لي، ولكنكم لا تؤمنون لأنكم لستم من الخراف”، فماذا كان ينتظر العالم أكثر من ذلك؟ هذه الأعمال تشهد أنها أعمال إلهية ليست أعمال بشرية، لكن اليهود لم يكونوا ينتظرون مسيحاً مثل هذا، كان ينتظرون وحتى اليوم مسيحاً محارباً، مسيحاً قتالاً، مسيحاً مجرماً، يقنص الناس، ويستولي على الأراضي والأملاك وإلى آخره… واليوم هم ينتظرون مسيحهم المنتظر الذي نراه اليوم في داعش، في القتلة والمجرمين، ولذلك هم يغذونهم، يغذون ويسلحون ويعطون لهؤلاء المجرمين لأنهم هؤلاء الذين كانوا ينتظروه، هذا هو اليهودي الصح، اليهودي المجرم الذي يريد أن يقتل، ويهلك الناس، هذا هو مسيحهم الذين كانوا ينتظرونه وحتى اليوم، ولذلك نرى العالم يتخبط مخالفاً كل تعاليم البشرية، مخالفاً كل تعاليم وأنظمة العالم، نرى حتى الأمم المتحدة لا تحترم قرارات الدول، فتدعم إسرائيل، وتدعم داعش، وتدعم كل المجرمين الذين يقتلون ويذبحون، فهل يا ترى اليوم ينتظروا هذا المسيح الكذاب، المسيح المجرم، المسيح الذي ينعتوه بشتى النعوت، من داعش، وجبهة النصرة، وإلى آخره…؟ هل يا ترى هؤلاء الذين كانوا ينتظرون؟ كي يعلنوا حرباً على العالم، ويفنوا العالم، ويسيطروا على العالم، هذه هي السياسة الحالية التي تسيطر على شرقنا، وعلى عالمنا.

نحن اليوم يا أحبائي نريد أن نطلب من الفادي الإلهي الذي نؤمن به، ونضحي بحياتنا من أجله، أن يظهر وجوده مرة أخرى في هذا العالم المجرم، في هذا العالم الشيطاني لأن هذا العالم هو الشيطان، هي المادة التي تسيطر على عالمنا اليوم، ولذلك يستفحل الشر ضد الخير، وهناك الحرب، إن كنا نسميها حرب عالمية ثالثة أو خامسة فهي الحرب ضد الخير والخير ضد الشر، فنأمل من يسوع الذي يريد خلاصنا أن تنتهي هذه المنازعات، أن يعود الإنسان إلى رشده، ويطلب مساعدة الله تعالى، الله الروح وليس المادة كي يعلم العالم أن المسيح المنتظر هو المسيح المخلص، يسوع الذي نؤمن به، وإنشاء الله يأتي يوم يؤمن العالم بأعمال يسوع، ويعود العالم، عالم صالح، عالم مؤمن، عالم قدوس.

بنعمة الآب والابن والروح القدس. آمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by themekiller.com anime4online.com animextoon.com apk4phone.com tengag.com moviekillers.com