أخبار عاجلة
الرئيسية | عظات | عظة الأحد الثاني عشر بعد عيد العنصرة

عظة الأحد الثاني عشر بعد عيد العنصرة

بإسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

 

أبنائي الأحباء،

نحتفل اليوم بالأحد الثاني عشر بعد عيد العنصرة، وهو الزمن العادي لكنيستنا السريانية الكاثوليكية، وفيه يحدثنا القديس لوقا  عن الدعوة إلى العشاء، الدعوة إلى الوليمة، القديس بولس كشف سر المسيح حسب ما سمعنا في رسالة اليوم، ما هو سر المسيح؟ علينا أن نفهم أيها الأحباء أن سر المسيح هو رسالته التي أعطاها للعالم لمنح جسده ودمه مأكلاً ومشرباً، هذا السر الإلهي هو الذي ساعد على أن يفهم الإنسان ما هو هدف الله تعالى في إنقاذ الإنسان، بإرسال ابنه الحبيب يسوع المسيح إلى أرض البشر.

الدعوة إلى وليمة هي تكملة لها السر، نحن نأتي يوم الأحد إلى الكنيسة كي نشارك يسوع في وليمته الإلهية، هذه الوليمة وليمة العشاء، الدعوة إلى الافخارستيا وليست وليمة مادية كما يظن البعض، يسوع أعطانا المثال هنا، الدعوة إلى العشاء كيف ذاك الإنسان الذي أراد أن يدعو كثير من البشر كي يأتوا إلى عرس إلى حفلة، (أكل وشرب) كما نحن نصنع في كثير من الأحيان عندما نعتذر عن قبول الدعوة إلى سر الافخارستيا إلى الذبيحة الإلهية.

وكنا قد تحدثنا في الماضي مرات عديدة وقلنا: أن الدعوة إلى الوليمة واجب على كل مسيحي أن يلبيها لا أن يتهرب منها ولا أن يعتذر عنها، نحن بحاجة أن نفهم سر المسيح، وعندما نأخذ جسد الخلاص نكون قد فهمنا ما هو سر المسيح، سر المسيح هو أن يخلص الإنسان من أدران الخطأ الذي نرتكبه يومياً، من يعتذر عن المجيء إلى الكنيسة يوم الأحد للقداس يكون إنساناً هارباً من الخلاص، يسوع يدعونا أن نشاركه فلماذا نعتذر إذا كان هو خلاصنا، وهو محبتنا، وهو أملنا، وهو رجاؤنا، فيكف نبتعد عنه؟ كيف نعتذر بأوهام وبكلمات نلقيها قياماً وقعوداً وشرقاً وغرباً، وكأننا نحن أصحاب حق وكأن الذي يسيطر علينا هو الزمن، والعبث والأشغال والتزامات كأن هذه كلها أهم من زيارات المسيح، وأهم من أخذ جسد الخلاص، لماذا لا نأتي إلى الكنيسة؟ هناك من يعتذر على كيفه وعلى طريقته (عندي شغل، وعندي طبخة، وعندي روحة وعندي جية، وما قدرت، واجا لعندي زوار ) مما نقوله يومياً وإلى آخره … أنا هذا الكلام لا أوجهه لكم لأنكم تأتون كل أحد، إنما الآلاف من البشر يا أحبائي من أبنائنا الذين  ندعوهم دوماً إلى القداس تعالوا إلى القداس، شاركوا في القداس، شاركوا في المناولة في جسد الخلاص، هذه الأوقات القليلة هذه الساعة التي نقضيها سوية هي زاداً لكم، هي تقوية لحياتكم في المستقبل، هي التي تساعدكم كي تتصدوا للخطأ وللشر وللخطيئة، القداس جسد يسوع المسيح الذي نأخذه هو زاد ومأكل ومشرب لنا لحياتنا، هو الذي ينقي ضمائرنا، ينقي نفوسنا وأفكارنا، ويعطينا دوماً الفرح، يعطينا السعادة والأمل والرجاء.

سر المسيح هو هذا، إن كنا نفهم ما هو هدف يسوع منا، نصل إلى الخلاص، وعندما لا نفهم سر المسيح ولا رسالة المسيح فعبثاً نعمل وإن كنا مسيحيين لأن الذي يفهم ما هو المسيح، وما هي رسالة المسيح، وما هو سر مجيء المسيح إلى أرضنا يعمل كل ما بوسعه كي يصل إل بر الأمان، يصل إلى المحبة الكاملة، يصل إلى محبة الإنسان، وخدمة الإنسان، ويساعد على خلاص الإنسان، نحن حتى الآن لا نفهم حقيقة يسوع المسيح، ولذلك تتشعب في كنيستنا الطوائف والانقسامات، ونسرح ونمرح بأقوال مسيحية ونحن بعيدين عنها جداً جداً، نتحدث عن الإنجيل ونحن لا نفهم شيء من الإنجيل بكل أسف، نقول يسوع علمنا المحبة ونحن أبعد الناس عن المحبة، نتحدث عن المسامحة ونحن أول الناس الذين لا يعرفون المسامحة، إن قمنا بفحص ضميرنا نرى أننا بعيدين كل البعد عن مفهوم يسوع المسيح في حياتنا، أبدأ من ذاتي وأتحدث إليكم، هل يا ترى نحن نعيش الواقع كما هو، واقعنا كمسيحيين كمؤمنين ملتزمين، هل أنا صادق مع ذاتي؟ هل أنا صادق مع الآخرين؟ هل أن يسوع راضٍ عما أقول؟ هل أنا صادق بما أنا اتفوه أم أني أكذب على الناس أم أني اراوغ الناس؟ المسيحي الصادق، المسيحي الصحيح هو الإنسان الذي يسير حسب الخط المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، هذا هو المسيح، هذا هو سر المسيح، فكفانا لف ودوران على الكلمات، علينا أن نكون صادقين في حياتنا أيها الأحباء كي نكون ناجحين علينا أن نكون صادقين، علينا أن نكون مؤمنين بما علمنا إياه يسوع، بدون هذا الايمان، بدون هذا الصدق، بدون هذه الصراحة لا نصل إلى مغفرة بعضنا البعض ومحبة بعضنا البعض. في صلاة الأبانا إذا تأملنا فيها، نرى كم أننا نكذب على ذواتنا عندما نقول له: “اغفر لنا ذنوبنا وخطايانا كما نحن نغفر لمن أخطأ وأساء إلينا”:، ومتى نحن نغفر؟ وهل يا ترى نحن نغفر للآخرين أخطاءهم؟ وعندما نحن نخطأ هل نعترف بخطئنا؟ هل نحن نحاسب ذواتنا عندما نخطأ؟ وإذا كنا قد غفرنا هل نغفر من قلب صادق ولا نعود إلى ارتكاب الخطأ؟ هناك نقاط عديدة علينا أن ندرسها ونحللها كي نصل إلى معرفة سر يسوع المسيح، وسر يسوع المسيح بحر من المحبة، بحر من الأمان، بحر من العطاء، هذا هو يسوع، ولذلك ترك عزته الإلهية كي يعلمنا أن نحب بإخلاص، أن نكون صادقين بإخلاص، أن نخدم بعضنا البعض بإخلاص، أن نظهر عن مسيحيتنا بعمل، بمتابعة، أن نظر للآخرين أن المسيحي هو ذاك العامل النشيط الذي لا يهاب أي شيء يبعده عن الحق، المسيحي المؤمن الصادق هو المسيحي الذي يضحي ويضحي ويضحي في سبيل أن يصل إلى المحبة الكاملة مع الآخر.

المسيح أحب حتى النهاية، وغفر للناس حتى على الصليب قبل أن يلفظ أنفاسه، “يا ابتاه اغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون، واليوم نحن لا ندرك ماذا نفعل؟ وكل ما نتركب من الأخطاء بالكميات وبالآلاف يومياً نحن لا نحسب هذا الحساب أننا  نخطأ، أننا نبتعد عن محبة المسيح، تعالوا لنفهم ماذا يريد المسيح منا كي نكفر عن أخطائنا كي نحب يسوع كما يجب أن نحبه في صورة الإنسان الذي يشاركنا الحياة، هل نحن مستعدون أن نلبي هذا الأمل من يسوع، هذا الطلب من يسوع؟ هل نحن سنكون مستعدين وملتزمين بمسيحيتنا؟ الأمنيات كثيرة والتحدث بها أكثر بكثير، وما يوجد أكثر من أن نتحدث بهذه الأمور ولكن الواقع أين هو؟ هل أنا بذاتي، بداخلي أعيش هذا الذي أقوله ام أنني أكذب على ذاتي كما قلت في البداية؟

في هذه الذبيحة الإلهية يا أحبائي التي أقدمها على نيتكم جميعاً اطلب منه تعالى أن يجعلنا نقف على أرجلنا، ونشعر بما نحن نقوم به، نشعر بما نفعل، بما نفكر، بما ننوي، بما نقصد أن ننفذ في المستقبل، أن نكون واقعين في الحياة كي نعرف أن يسوع الذي أحبنا يريد خلاصنا، لن يأتي يسوع إلى العالم كي يدين العالم بل ليخلص العالم، فنحن بحاجة إلى الخلاص عندما نكون معه محبين ومخلصين يسوع يخلصنا من كل هذه الأوجاع ومن كل هذه الأخطاء.

سأتغيب عن الأبرشية كما ذكر المونسنيور منير يوم الأحد القادم والذي يتبعه لأننا سنكون في زيارة إلى روسيا الأسبوع القادم لمدة أسبوع، في زيارة روحية، لقاءات كنسية، وزيارات كلها لقاءات مع مسؤولين كنسيين وإلى آخره، وعند عودتي سأحدثكم عما سأنفذ هناك من أمور، وعند العودة، بعد العاشر من شهر أيلول سأكون في حلب إنشاء الله، وسنتابع نشاطنا معكم بنعمته تعالى .

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by themekiller.com anime4online.com animextoon.com apk4phone.com tengag.com moviekillers.com