أخبار عاجلة
الرئيسية | عظات | قداس وحدة الكنائس

قداس وحدة الكنائس

باسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.

أبنائي الأحباء،

كما تعلمون في كل سنة منذ سنوات عديدة تقوم الكنيسة الكاثوليكية في العالم أجمع، وتحضّر صلوات من أجل وحدة المسيحيين، من 18-25 من كل عام، في مطلع السنة، في مطلع كانون الثاني، تقام هذه الصلوات وخلال أسبوع، وهنا في حلب أيضاً العادة موجودة منذ سنوات، تقام صلوات، وقداديس، واحتفالات، ودعوات، وتمنيات على أن تتم الوحدة بين الكنائس، لكن هناك كما تعلمون معوقات، هناك صعوبات، هناك ضباب، وغيوم لا زالت موجودة رغم كل المحاولات التي تقوم بها الكنيسة كي تتوحد الكنائس بين بعضها البعض، وكثير من المسيحيين يتسألون: متى سنعيد عيد الكبير مع بعضنا؟ كلنا نأمل أن يأتي اليوم وفيه تُعيّد الكنيسة عيد القيامة سوية، لكن كل المحاولات التي تقدمها الكنيسة الكاثوليكية لباقي الكنائس حتى الآن لم تنجح، لماذا؟ وتتسألون من أين المشكلة؟ ما دام اللاهوت هو ذاته، والعقيدة ذاتها، والايمان ذاته، لماذا لم تتوحد الكنائس؟ في الكنيسة البيزنطية الارثوذكسية هناك أربعة عشر بطريركاً في العالم، والكنيسة السريانية الارثوذكسية، والكنيسة القبطية الارثوذكسية، كل هذه الكنائس تعتبر وجودها في العالم هو السلطة الأولى، فعندما تريد هذه الكنائس أن تتوحد، عليها أن تخضع للتواضع، وانكسار الذات كي تعود إلى معرفة الوحدة بالمحبة، عندما طرح قداسة البابا القديس يوحنا بولس الثاني منذ أكثر من ثلاثين سنة موضوع توحيد عيد القيامة، واقترحت كنائس العالم أن يكون الأحد الثاني من نيسان هو عيد القيامة، لا أرثوكسي، ولا كاثوليكي، كان الموضوع مطروحاً على هذه الطريقة، ولا زال مطروحاً، لكن الكنائس الأرثوذكسية تقول: نحن نتبع التقويم الشرقي، وأنتم التقويم الغربي، ونحن حتى نجتمع ونقرر ونأخذ قرار، (شغلة طويلة عريضة ما منعرف ايمت بتم)، مؤخراً بطريرك الأرمن الأرثوذكس حضر إلى حلب و طرح هذا المشروع أيضاً مرة أخرى أمام باقي الكنائس، هناك في الفيلات، في كنيسة الأرمن الأرثوذكس كنا حاضرين. وقال ما قاله يوحنا بولس الثاني: فقمت أنا وقلت له مرة أخرى أمام الشعب: ان البابا أقترح هذا الموضوع منذ ثلاثين سنة، فلماذا لا تقبل الكنيسة الأرثوذكسية أن تنسى التقويم الشرقي، ونحن ننسى التقويم الغربي ونوحد العيد؟ فالجواب كان: أن على الكنيسة الأرثوذكسية أن تتبع هذا الموضوع وحتى الآن لم تتبعه، هذه هي النقطة الحساسة في الموضوع، وإلا لكانت الكنيسة متحدة منذ سنوات عديدة، فإذا أتى عيد آخر ولم نعيّد، فهذه هي المشكلة، ليست منّا المشكلة، المشكلة في توحيد المحبة، وفهم كلام يسوع في الإنجيل، أنني لست اتبع لا لبولس، ولا طيطوس، ولا فلان، ولا لأحزاب مختلفة، نحن نتبع المسيح، نتبع يسوع، وتعاليم يسوع، وإنجيل يسوع، فلماذا نختلف على التواريخ والتقاويم والرزنامات؟ لننسى هذه الأمور، لنكن منفتحين على بعضنا البعض، لا نكن متعصبين، والتعصب هو الذي يفرقنا، التعصب هو الذي يبعدنا عن بعضنا البعض، ويفهمنا أن المحبة هي الجبروت والتسلط وهذا خطأ، نحن نعرف أن المحبة تسّامح، المحبة تبذل ذاتها، المحبة لا تتفاخر، كما يقول بولس الرسول، فعندما نحن نأتي أو نصل إلى هذه القناعة، بأننا علينا ان نكسر ذواتنا في سبيل المصلحة العامة، ننسى كل الأمور الجانبية ونوحد كلمتنا، ونكون كنيسة واحدة، وراعي واحد هو يسوع المسيح.

هذه السنة سنعود أيضاً لنصلي من جديد لوحدة المسيحيين بالمحبة بالمسيح كما تقول الصلاة التي سنصليها في نهاية القداس، محبة المسيح تحثنا على المصالحة، يعني محبة المسيح هي التي ستجعلنا نتصالح مع بعضنا البعض، ونوحد كلمتنا، فهذه التمنيات نأمل منه تعالى أن يقوينا كي نفهم أن المصالحة هي الطريق أو الباب الذي سيوصلنا للمشاركة مع بعضنا البعض بسلطة واحدة، بكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية، لا نقول لا ارثوذكسية، ولا كاثوليكية، فنرجو من الرؤوساء المسؤولين عن هذه النقاط أن يكونوا على قدر المسؤولية كي يأخذوا القرار وتكون كنيسة واحدة، نتمنى هذه الأمور أن تحصل في المستقبل، وربما نعمة الله تعالى تدخل في قلوبنا رويداً رويداً كما نعمل بالوقت الحاضر أن نبث المحبة بين إخوتنا الاسلام، يعني هذه الحرب التي أتت على حلب كانت قوية جداً لكنها أفعمت الروح الأخرى بكلمة المحبة، وصرنا نسمع في المجتمع الاسلامي في حلب يتحدثون الآن، يقولون لنا الاسلام: منكم نتعلم المحبة، هذه الكلمات بدأنا نسمعها من جديد، قبل ما كنا نسمعها بين الاسلام، وسمعتها من وزير الأوقاف الذي اجتمعنا به قبل أيام هنا في حلب، (منكم المسيحيين عمنتعلم المحبة، تعلموا، ياريت تتعلموا شو هي المحبة، وشو هي الأخوة، والمعاملة الحسنة، والعدل بين الناس) فهذه المحبة التي أعطانا إياها يسوع المسيح نحن نعطيها للآخرين، نعطي المحبة الصحيحة ليست المحبة الكذابة، أنا لا أحب الآخر من أجل مصلحتي الشخصية، علي أن أحبه بنزاهة، بروح منفتحة، المحبة هي التي تجمع، المحبة هي التي توحد، ونحن نأمل أن تكون كنيستنا، ومجتمعنا، ومواطنينا، كلهم يجمعون على هذه المحبة التي توصلنا إلى الله تعالى.

فالمحبة يا أحبائي هي النقطة الأولى في حياة البشرية، الله  أحب العالم فخلق العالم، لو ما كان هناك محبة لما كان وجود لعالمنا اليوم، فندعو إليه يسوع، الله الآب، والروح القدس أن يجعل في قلوب كل البشرية، في قلب كل إنسان، هذه المحبة الصحيحية كي يتوحد القوم، وتتوحد الخدمة، وتتوحد العلاقات بين الناس، وتكون الحياة أفضل، وأنعم، وأحبّ، وأجمل، عندما تتوحد كلمة الإنسان مع أخيه الإنسان.

أطلب منكم في هذا القداس الذي أقدمه على نيتكم جميعاً أن نصلي على هذه النية، كي يجعل الله تعالى من حياتنا مثلاً صالحاً للآخرين.

 

بنعمة الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by themekiller.com anime4online.com animextoon.com apk4phone.com tengag.com moviekillers.com