الرئيسية | عظات | الثالث بعد العنصرة

الثالث بعد العنصرة

بسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

 

أبنائي الأحباء،

تحتفل الكنيسة اليوم بالأحد الثالث بعد عيد العنصرة، وفي إنجيل اليوم حسب القديس متى سمعنا يسوع يتحدث بلهجة شديدة مع الذين يسمعون، طالباً منهم أن يكونوا واضحين في حياتهم، أن يكونوا صادقين، أن يكونوا ملازمين للكلمة، وأخذاً الموقف الصح    ” أن من يحب أباه أو أمه أو ابنه أو ابنته أكثر مني- أي من الله- فلا يستحقني”، علينا قبل كل شيء أن نعبد الله تعالى، فهو خالق الكل، وهو مبدع الكون، وهو محب الإنسان ومخلص الإنسان.

فنحن كثير من الأوقات يا أحبائي نُلزِّم حياتنا بحياة الماديات والأرضيات، نهتم كثيراً بالبيت وبالأولاد وبالعائلة وفي المال وننسى أن من أعطانا كل هذا هو الله تعالى، وأن كل ما نقوم به من أعمال، ومن إنجازات، ومن مشاريع، ومن مرابح كله بفضل الله تعالى، نحن لسنا بشيء أمام عظمة الله، نحن هياكل الروح القدس كما سمعنا في رسالة اليوم للقديس بولس، نحن نأتي للكنيسة كي نصلي، نأتي كي نعبد الله، نأتي كي نشكر الله على أنعامه، نأتي كي نقول له: يا رب شكراً على كل شيء، شكراً لأنك أعطيتنا كل شيء ونحن لا نستحق شيء، فأنا عندما أقول لله شكراً يا رب على عطاياك أكون قد وفيت الله تعالى كل ما يجب علي أن أفيه، والله تعالى يكرمني أكثر، ويكافئني أكثر عندما يعرف أن نواياي كإنسان نوايا طيبة، وهدفي في الحياة أن أعمل كما هو يريد لا كما أنا أريد، فعندما يكرمني بعائلة ممتازة وزوجة وأولاد وأقرباء وأصدقاء وأعمال وأنا أقوم بواجبي بكل هذه الأمور، الله تعالى يكافأني أكثر، ويعطيني وزنات أكثر، ويعطيني عطايا أكثر، ومنح أكثرلا كي أعطي نتائج أحلى، لكن عندما أخصص حياتي فقط لهذه المادة وهذه الأشياء ناسياً أن كل ما عندي هو من الله، عند ذلك الله تعالى يبتعد عني، وهذا ما لا نريده نحن، خاصة وقد عبرنا ولا نزال ولا زلنا في أيام صعبة مرت علينا، مرت على مدينتنا، مرت على عائلاتنا، وعلى شعبنا، كثير منّا فقدوا أولادهم شهداء، كثير منا خربت بيوتهم ومحلاتهم التجارية، وكثير منّا كانوا ممن يدعمون المشاريع الخيرية اليوم هم بحاجة إلى مساعدة لأن مدينتنا مرت على حرب قوية جداً، فخسرنا كل شيء لكننا لم نخسر محبة الله، خسرنا كل شيء من الماديات لكن الله تعال معنا، وإن كان الله تعالى معنا فمن يقدر علينا، الله تعالى يقف دوماً بجانبنا ويعطينا كل ما نحن بحاجة إليه، إن كان من  الموضوع المادي أو من الموضوع الروحي.

نحن هياكل الروح القدس أيها الأحباء، نحن لا نأتي إلى الكنيسة من أجل أن نأخذ المال، نحن نأتي إلى الكنيسة لكي نصلي، لأننا نشعر أننا بحاجة إلى الصلاة، لأننا نشعر بأن الله تعالى هو كل شيء بحياتنا وأننا نحن بحاجة إليه، فليس عندما تقوم الكنيسة بتوزيع هبات مالية، على الناس ان يأتوا إلى الكنيسة كي يأخذوا المال لا، لا نفهم الموضوع بالخطأ، نحن نأتي كي نشكر الله تعالى، وكي نبرهن لله تعالى أننا لازلنا صامدين في هذه المدينة، صامدين مع الكنيسة، صامدين بروحانيتنا، صامدين بإيماننا المسيحي، هذا ما يريده الله تعالى منّا، الكنيسة دوماً كانت مع الناس ولا تزال، ورجال الكنيسة سيبقون دوماً معكم كي يزيدوا إيمانكم، كي يشجعوكم على الأمل والرجاء.

نحن معكم يا أحبائي، وسنبقى دوماً نشهد للحق، نشهد أن الله تعالى محبة، ونشهد أن عملنا سيكون مبنياً دوماً على المحبة لأن المحبة هي التي ستصنع منّا إنساناً جديداً، إنساناً يعبد الله تعالى ولا يعبد المادة، فكل ما نقوم به، علينا أن نقوم به عن قلب طيب، من أعمال، ومن واجبات، ومن مشاريع، لنحافظ على عائلاتنا، لنحافظ على مجتمعنا، لنحافظ على كنيستنا، على بيوتنا، وأموالنا، وإن كثير من شبابنا تركوا المدينة وسافروا، ومنهم من التحقوا بخدمة العلم، نحن اليوم بحاجة إلى تشابك الأيدي، علينا أن نكون واحد كما كان يسوع واحد مع كنسيته، أن نكون دوماً مترابطين متكاتفين لأن هذا التكاتف وهذا الترابط يجعل منّا قوة لا تهدر بسهولة، قوة جبارة تستطيع أن تقاوم الصعوبات والمشاكل، نحن كنيسة واحدة، نحن هيكل الروح القدس، الله تعالى يأتي ويسكن فينا وينبت منّا أعمال صالحة ونتائج طيبة .

أتمنى في هذا القداس أن نتأمل كلنا سوية بهذه النقطة الهامة، أننا كهياكل حية للروح القدس، أتى الله تعالى وسكن فينا وغذانا وأعطانا، علينا أن نحافظ على هذا الهيكل، علينا أن نحافظ على هذه الكنيسة بداخلنا لأننا منه نتغذى روحياً، ومنه نستطيع أن نتابع حياتنا.

لنتابع القداس على هذه النية طالبين من يسوع البركات والخيرات للجميع.

بنعمة الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by themekiller.com anime4online.com animextoon.com apk4phone.com tengag.com moviekillers.com