أخبار عاجلة
الرئيسية | عظات | السادس من الصوم

السادس من الصوم

 

بسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

أبنائي الأحباء،

اليوم هو الأحد السادس من زمن الصيام المقدس، وهو الأحد قبل بداية أسبوع الآلام أي قبل أحد الشعانين، والأحد القادم كما ذكر المونسنيور منير، أن صاحب الغبطة بطريركاً المغبوط سيترأس أحد الشعانين في كاتدرائيتنا هذه، وسنكون معه كلنا، دعوة عامة للالتقاء بأبِّ الطائفة، والرأس الأعلى لكنيستنا السريانية .

واليوم نرى في إنجيل مار مرقس عن هذا الإنسان الذي شعر بدون أن يرى، وجود المسيح، ماراً في الشارع، فشعر أن يسوع الناصري الذي يتحدث عنه الكثيرون، فقام وبدأ يصرخ يا يسوع بن داود ارحمني، دون أن يراه وهو أعمى، هذا الشعور، هذا الإحساس الذي شعر به الأعمى هو شعور كل إنسان محتاج إلى نور، كلنا عندما نشعر أننا بحاجة إلى النور يأتينا إحساس داخلي يجعلنا نفكر أن الله يعمل بحياتنا، أن الله موجود في حياتنا، أن نور المسيح سيضيء لنا الطريق في كل الأمور ليس فقط عندما نفقد النظر، عندما نرى في قلبنا، في تفكيرنا، في عقلنا، في ضميرنا، هذا هو وجود نور المسيح في حياة الإنسان. والمسيح يسوع تجاوب مع الأعمى، ناداه له يسوع: ماذا تريد؟ أجاب الأعمى: يارب أنت تعرف ماذا أريد؟ أريد أن أرى، أريد أن أشاهدك، أن اشاهد جميع الذين أعيش معهم، أريد أن افتح عيني على الحياة، قال له يسوع: اذهب إيمانك خلصك، بكلمة واحدة نرى أن الله تعالى يشعر بحياة الإنسان، يشعر بحياتنا ويتجاوب معنا، وهو يعرف أننا كثير من الأوقات لا نتجاوب معه، ولا نذهب إليه إلا عندما نكون بحاجة، الله تعالى رغم كل شيء يبقى بذراعين مفتوحين لاستقبال أي واحد منّا، هذه عظمة الله تعالى، هذه محبة الله تعالى للإنسان يا أحبائي، محبته غير محدودة، الله تعالى لا يزال حتى اليوم وحتى آخر الطريق يحب الإنسان رغم أخطائه، ورغم ضعفه، ورغم نكرانه لعرفان الجميل، الله تعالى هذه المحبة الكاملة، الخلاقة، يوماً بعد يوم هي التي ترافق الإنسان في كل مراحل حياته.

نحن بحاجة يا أحبائي كما كان الأعمى برطيما بحاجة إلى النظر، نحن أيضاً ضميرنا بحاجة أن يرى، أن يرى الحقائق لا فقط أن يرى الأشخاص، أن يرى نور المسيح الذي يهدينا إلى الطريق الصح، إلى طريق الخلاص، وكم نحن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى يا أحبائي، كم نحن بحاجة أن نرى الحقيقة كما هي؟ أن نعيش حياتنا المسيحية كما يجب أن نعيشها، بدون غش ولا رياء، بدون كذب ولا خداع، أن نكون صادقين مع ذاتنا، أن نكون صادقين مع الله تعالى، أن نكون صادقين مع القريب، هنا نعرف إن كان الله تعالى بداخلنا أم لا، علينا أن نميز بين الخير والشر، الله تعالى عطاء، الله تعالى خير وبركة للإنسان، أما الشرير فلا يريد إلا الدمار وخراب حياة الإنسان، ونحن إن سرّنا بطريق الله تعالى نكون قد وصلنا الملكوت والسعادة.

أتمنى يا أحبائي أن يكون الأسبوع القادم، خلال الأربع أيام التي سيقضيها عندنا صاحب الغبطة بطريركنا المغبوط، من يوم السبت سنستقبل غبطته عند مدخل الكنيسة بالخارج، فندعوكم جميعاً أن تكونوا معنا، السبت في ساعات الظهر، كلنا سنكون في استقباله، سندخل في احتفال إلى الكنيسة، بالقليل من التراتيل، وسيدنا سيرحب بكم، ومن ثم سيستقبلنا في صالون الكاتدرائية، وثاني يوم في العاشرة والنصف سيترأس صاحب الغبطة القداس، وسنكون كلنا معه في احد الشعانين، أتمنى أن تكونوا معنا، وتخبروا جيرانكم وأصحابكم الذين يأتون إلى الكنيسة في قداس أحد الشعانين في العاشرة والنصف صباحاً، كي نكون كلنا حول صاحب الغبطة، حتى يرى الكنيسة ممتلئة، كي يرى لا زلنا نحن الحلبين موجودين، وعائلاتنا موجودة، وأولادنا، وأطفالنا، حتى نفرح قبل دخول أسبوع الآلام، نفرح مع صاحب الغبطة، وسيبقى عندنا هنا يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء صباحاً سيغادر، هناك برنامج محضّر لكل الفعاليات تأتي في حينها، أما يوم الأحد القادم فهو الأحد الذي فيه سيحتفل بأحد الشعانين، أرجو أن نكون حاضرين.

في هذا القداس الذي نقدمه على نية المرحوم الياس فنون وزوجته ماري، نطلب منه تعالى أن يسكنهما في السماء مكافأة على أعمالهما التي عملاها على هذه الأرض لتربية عائلة مسيحية صادقة، ويكون أولادهما، وأولاد أولادهما في خير وعافية، ويكونوا على مثال الجدين، نتابع القداس على هذه النية طالبين منه تعالى أن ينيّر عقولنا، ويجعلنا أن نسير حسب نور الحقيقة كي نصل إلى بر الأمان.

بنعمة الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by themekiller.com anime4online.com animextoon.com apk4phone.com tengag.com moviekillers.com