الغسول

بسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

(يعني اليوم بالحقيقة شفت فرق كتير كبير بين ما نغسل ارجل أطفال وبين ما نغسل ارجل رجال، هونيك ارجل نواعم هون ارجل خشنة، الارجل الخشنة يعني الواحد بيشوف فيهم تعب، مرهقين، قاسيين، اشداء، أقوياء، في واحد بدو يسحب رجله رح يجرني معه، فالحمد لله منقدر نقول ان اطفالنا ورجالنا روح ربنا فيهم، اليوم أخدو دور التلاميذ وهنن تلاميذ في بيوتهم مع عائلاتهم، وأولادهم، وزوجاتهم، تلاميذ لكلمة الحق، كلمة يسوع المسيح.

نحن بالحقيقة بأسبوع الآلام منقضي أوقات من أروع ما يكون روحية، من أحد الشعانين لخميس الأسرار، لجمعة الآلام، لسبت النور، لأحد القيامة، من أجمل، من أروع ما وضع في الكنيسة هالليتورجيات، وخاصة هالليتورجيات الشرقية، بتنوع طقوسها، وجمال ألحانها، منشوف كل كنيسة لها باقة من الجمال، والروعة بالألحان والتراتيل، وهاد الشي بيشجع الإنسان يروح يحضر بكل الكنايس حتى يشوف العظمة، والفخر، والاعتزاز بطقوسنا الشرقية البديعة يلي ما في منها بأي دولة في العالم، الطقس اللاتيني كتير بسيط، وكتير سهل لكن ما فيه هالعظمة يلي عمنشوفها بكنائسنا الشرقية.

على كل حال أنا بهني الشباب، وخليكون هيك قاسيين بس ما كتير تقو علينا بالأخر نحن منضعف قدامكون، بدنا نقوى فيكون مو هيك يا شباب، بدنا تكونوا المثال الصالح ببيوتكون وخصوصاً يلي أخد دور مار بطرس هو أضعف واحد بيناتكون، لكن مشي الحال كلكون أقوياء بالروح، متمنى نشوفكون بهالهمة والنشاط حتى تبقى كنيستنا مزدهرة، وأطفالنا يلي غسلنا ارجلهم بالكاتدرائية كمان يكونوا المثال الصالح)

يا أحبائي في هذا المساء المقدس ونحن نحتفل في كنيسة مار افرام بقداس العشاء السري، وأنتم تعلمون أن يسوع في آخر ليلة قبل أن يصلب، أجتمع مع تلاميذه حول مائدة، وحوّل هذه السهرة الأخيرة: الخبز لأنهم كانوا يتناولون فقط الخبز والخمر، فحول الخبز إلى جسده والخمر إلى دمه، كما نحن نحوّل في الذبيحة الإلهية أثناء القداس بعد أن نلفظ الكلام الجوهري يتحول الخبز إلى جسد المسيح، والخمر إلى دم المسيح، روحياً نحن نؤمن أنه بهذا الوقت يتحول الخبز إلى جسد صحيح، والخمر إلى دم صحيح، هذا ما يغذينا، ويغذي إيماننا لأن إيمان المسيحي إن لم يكن مشبع بالإنجيل فهو إيمان باطل.

اليوم يسوع رسم سر الكهنوت في هذا العشاء السري لأنه أعطى تلاميذه السلطان بالحل والربط، وأرسلهم إلى العالم كي يعمدوا، ويغفروا الخطايا، واليوم المسيح يسوع بتثبيته سر الكهنوت، رسم أيضاً سر الافخارستيا عندما حول جسده ودمه إلى مأكل ومشرب، واليوم تعيّد الكنيسة تجديد مواعيد الكهنوت، يعني اليوم كل كهنة العالم الكاثوليكي يعيدون وعدهم، ويجددون وعدهم أمام يسوع بأنهم سيبقون الكهنة الأوفياء، الكهنة المخلصين، الكهنة الشهداء، والكهنة الذين يعطون المثال الصالح أمام الناس، رغم أن بعض منهم أصبحوا مثل يهوذا وخانوا الأمانة، بكل أسف ليس في عالمنا كمال، فكلنا لنا نقائص، وكلنا لنا ضعف بشري لكن نتكمل بالمسيح يسوع عندما نؤمن بالرسالة، عندما نؤمن بكلام الإنجيل، في هذه الأمور الثلاثة تأكيد سر القربان المقدس، الكهنوت، وتجديد مواعيد كهنوتنا، نجدد حياتنا الروحية بهذا أسبوع الآلام، نحن لا نريد أن نكون كيهوذا الذي باع يسوع بقليل من المال، يعني يهوذا شعر وكأنه سيملك مال العالم عندما يسلم يسوع بقليل من المال، وعندما شعر بأنه أخطأ، ندم وأعاد المال لأن ضميره لم يطاوعه بأنه خان أعز إنسان عليه، هو يسوع الذي أكل وشرب معه في شوارع أورشليم، ورأى العجائب، ورأى الشفاءات، شعر وكأنه بخيانة يسوع وبأخذه هذا المال أنه سيكون مكرم عند اليهود، سيكون الإنسان المنتصر لأنه سلم المسيح، لكن بالعكس بعدما فعل فعلته، ندم ندامة شديدة، ذهب إلى البستان، وشنق ذاته، وكلكم تعرفون ماذا كتب الإنجيل عنه .

نحن يا أحبائي علينا أن نكون أوفياء للمسيح يسوع وهذا هو إيماننا المسيحي، أوفياء لوعودنا في أيام معموديتنا، تجددنا بالعماد وصرنا تباع للمسيح، مسحنا بالميرون وهذه قوتنا، وعندما نكون ممسوحين بالميرون تأتي قوة الله تعالى وتثبتنا بالإيمان، هذا ما نريده أن نكون ثابتين بالإيمان كي نبرهن للعالم أن المسيحي المؤمن هو المسيحي المحب، هو المسيحي المخلص للإنجيل المقدس لأن هذا الإنجيل هو الحياة، فنحن نريد أن نعيش حياتنا مع المسيح بهذا الإيمان القوي.

لا أطيل عليكم، أقدم هذا القداس على نيتكم جميعاً، اليوم آملاً في هذا القداس العشاء السري سنقترب ونأخذ جسد المسيح ودمه غذاءً لحياتنا، ولنمضي أسبوع الآلام بتقوى وخشوع، خاصة غداً الجمعة سنعيش الموت مع المسيح لكن في فجر القيامة سنقوم معه منتصرين على أهوائنا البشرية وخطايانا، وسنكون ممجدين مع المسيح .

بنعمة الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.