أخبار عاجلة
الرئيسية | عظات | الأول بعد عيد العنصرة

الأول بعد عيد العنصرة

 

بسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

 

أبنائي الأحباء،

نحتفل اليوم بالأحد الأول بعد عيد العنصرة، فيه سيدنا يسوع المسيح يعطي رسالة لتلاميذه بعد أخذهم الروح المعزي، الروح القدس، ويطلب إليهم أن يذهبوا إلى العالم ويعمدوا البشر باسم الأب والابن والروح القدس، هذه الرسالة وصلت إلينا نحن اليوم بعد أكثر من ألفي سنة على مجيء المسيح إلى أرضنا، رسالة التبشير، رسالة الإنجيل المقدس، البشرى الحسنة، البشرى المفرحة، “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعلموهم أن يحفظوا ما أوصيتكم به، وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس، وكل من اعتمد خلص ومن لم يعتمد يدان”، هذه الرسالة حملها التلاميذ ووصلت إلى كل أصقاع الأرض، وقام التلاميذ وانتشروا في العالم أجمع معمدين، مثبتين المسيحيين بالإيمان، بعد أن اخذوا الروح القدس امتلؤا حكمةً، امتلؤا معرفةً، امتلؤا ذكاءً، وتحدثوا بألسنة مختلفة، كل هذا من عطاءات الروح القدس والمواهب السبعة، والعشرة، والسبعين، كل المواهب حصلوا عليها التلاميذ بعد أن ثبتوا بالروح القدس، بعد قيامة يسوع المسيح من بين الأموات.

يا أحبائي البارحة رسمنا كاهناً جديداً على الرهبانية السالزيانية الأب داني كورية، وأوصيناه أن يقوم هو أيضاً برسالة جديدة، رسالة تبشير، وكلنا فرح بأن يسوع على مرّ الأجيال يرسل إلى كنيسته رسلاً، ومعلمين، ومختارين، رهبان، وراهبات، وكهنة كلهم يعملون من أجل كلمة الإنجيل، هذه الرسالة الحلوة التي قدمت أنا البارحة شهادة عنها، وقلت” أن الكهنوت هو أعظم كنز في حياة الإنسان، نحن الذين دعينا إلى هذه الرسالة العظيمة يسوع دوماً معنا يثبتنا ويقوينا، ويجعلنا نعمل من أجل تبشير الكلمة بدون خوف، وهذا عزاء لنا، وأنا فرح جداً برسالتي هذه خلال ثلاث وأربعين سنة من الكهنوت، وكل ما عملته، وكل ما صنعته، وكل ما قمت به من مشاريع، زرعت وقطفت الثمر كما كل كاهن، وهذا تعزية عظيمة لي لأنني أقول: أنني لا أستأهل كل ما صنعه فيّ الرب من أعمال جديدة ومن عجائب، الكاهن الرسول هو خادم الله الذي يخصص حياته لخدمة الإنجيل والكنيسة من كل جوارحه من كل قلبه، وهذا هو عزاؤنا، وهذه هي فرحتنا بأن يأتي إلى كنيستنا كهنة قديسين يعملون بالخفاء كالجندي المجهول بدون خوف، بدون خجل يعطون المثال الصالح كما صنع التلاميذ بعد حلول الروح القدس عليهم، كانوا ضعفاء قبل القيامة، لكنهم تقوّوا بعد الصعود، بعد حلول الروح القدس، وانطلقوا يبشرون بالإنجيل.

اليوم الكنيسة حافظت على هذه الرسالة، واليوم كهنتنا يعملون بكل جهد كي يزرعوا كلمة الحق في أرض البشر، ونعمل كلنا سويةً، كلهم خصصوا حياتهم من أجل الإنجيل، من أجل الكنيسة، نعمل بكل فرح كي تصل كلمة يسوع إلى كل قلب إلى كل إنسان إلى كل طفل وطفلة إلى كل مُعمد وغير معمد، نحن اليوم نشهد بعد هذه الحرب الضروس التي حلت على بلادنا، نشهد شهادة حية أمام إخوتنا المسلمين الذين نعيش معهم، شهادة المحبة، شهادة العطاء، وهم يقرون بذلك ويعترفون بأننا كإخوة نعمل من أجل خير الإنسان، ومن أجل خلاص الإنسان، هذه الحرب جعلت منّا نفكر بشكل أوسع بحياة مشتركة أفضل، ولكي نبرهن لجميع الذين يعيشون معنا أن المسيحي هو الذي يؤمن برسالة الإنجيل، هو الذي يخدم بدون انتظار مكافأة، هو الذي يعمل بدون أن يُمدح، هو الذي يعطي بدون أن يأخذ، هذا هو المسيحي المؤمن الصادق، هذا هو الرسول الذي يُعمّد بأفكاره بأقواله بأفعاله، يُعمّد ويعمر ويبني، وكلنا مدعوون أيها الأحباء، رجال عطاء، رسل في هذه الكنيسة، كل على قدر طاقته، الأب في البيت والأم في البيت وفي العمل، الأولاد في المجتمع، العمال كلنا إن عملنا وقدمنا رسالة حية عن إنجيلنا المقدس نكون قد زرعنا في قلوب الذين يحيطون بنا أجمل العطاءات، قد زرعنا فيهم روح المحبة، روح الإلفة والصداقة والأخوة، هذه كانت رسالة الإنجيل واليوم نعيشها أيضاً.

أتمنى أن نكون كلنا على قدر هذه المسؤولية، وأن نطلب إليه تعالى أن يرسل إلى كنيسته دوماً عمالاً يعملون إلى آخر الطريق في زرع كلمة الإنجيل، نحن بحاجة اليوم إلى كهنة ورهبان وراهبات يسوسون، يرعون الكنيسة وابناء الكنيسة بكل إخلاص كي تتابع الكنيسة رسالتها إلى أبد الأبدين ودهر الدهرين.

في هذا القداس الذي نقيمه لراحة نفس أختنا ماري أحمر دقنو، نطلب إليه تعالى أن يعطيها الراحة الأبدية في السماء، ولعائلتها، وإخوتها، وللذين أحبوها البلسم والعزاء، وهو تعالى من علياء سمائه يعطيها المكافأة على كل أعمالها التي صنعتها أثناء وجودها على هذه الأرض متممة واجباتها كامرأة، وكمسيحية كما يجب عليها، نتابع القداس على هذه النية.

بنعمة الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by themekiller.com anime4online.com animextoon.com apk4phone.com tengag.com moviekillers.com