الرئيسية | عظات | الخامس بعد الدنح

الخامس بعد الدنح

باسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.

أبنائي الأحباء،

نحتفل اليوم بالأحد الخامس بعد عيد الغطاس، وسمعنا في رسالة اليوم لمار بولس يتحدث لنا عن الناموس، وعن الخطيئة، وفي إنجيل القديس يوحنا نسمع أن يسوع الذي أتى كي يحررنا من الخطيئة، ويخلصنا من أدران هذا العالم، يكمل هذه الشريعة، وهذا الناموس، وهناك ارتباط بين العهد القديم والعهد الجديد بإرادة الله تعالى، الآب الخالق الذي أبدع كل الموجودات، يعطينا نظرة واضحة عن معنى شريعة موسى، وعن معنى محبة يسوع.

فهذا الارتباط نعيشه نحن اليوم بأعمال، مطبقين الشريعة إنما بفرح، مطبقينها بمحبة وليس بانتقام لأن شريعة موسى كانت تقتضي العين بالعين والسن بالسن، ( متل ما بتعاملني بعاملك) أما شريعة يسوع فهي شريعة محبة، شريعة غفران وسلام، وشريعة صفاوة قلب وضمير، فهذه الشريعة، وهذا القانون حدثنا عنه يسوع في إنجيل اليوم، عندما قال: ” من رآني رأى الآب”، فنحن نشتاق دوماً لرؤية الآب، فكيف نرى الآب؟ كيف نرى يسوع؟ نرى يسوع في وجه كل إنسان مسيحي، نراه في وجهي وفي وجهك وفي وجهها لأن صورة المسيح الجميلة الحلوة تتجسد في حياة الإنسان، وإن آمنا نحن بهذا التعليم فنرى في كل إنسان مسيحي صورة واضحة عن يسوع، وصورة واضحة عن الله الآب الخالق، فأنا لا أستطيع ان اذل أخي أو أختي، وأعزل أو أهين هذه الصفاوة التي آراها في وجه الإنسان، نعم هناك أخطاء، كلنا نخطأ، كلنا نقع في تجارب متعددة لكن عندما نرى المسيح يسوع في وجه الإنسان لا نتجرأ على ارتكاب هذه الخطايا، بالعكس نحاول أن نكون اصفياء، أصفياء القلوب، واصفياء الكلمة لأن يسوع علمنا أن من رأى الأب رأى الكمال، وعندما نرى الكمال نرى النور، نرى وجه يسوع الصافي، وجه يسوع المحب، الذي بذل نفسه من أجل صفاوة حياة الإنسان، من أجل خلاص الإنسان.

وإن راجعنا كلمات مار بولس في رسالة اليوم، وإن راجعنا كلام يسوع الذي قرأته عليكم نرى أن هذا هو هدف مجيء المسيح على هذه الأرض، هي أن يجعل الإنسان إنساناً كاملاً، وأصفى من الملائكة كي يتحد الإنسان مع الله تعالى بهذا الكتاب، هذا الكتاب الذي علمنا أن نحب، الذي علمنا أن نسامح، الذي علمنا أن نرى في هذه المسامحة الرجوع إلى محبة الله الآب، في هذه المحبة نستطيع ان نبني جسور بين بعضنا البعض، وفي هذه المحبة نستطيع ان نصل إلى الكمال الذي أراده يسوع لنا، وخصوصاً يا أحبائي عندما يصل الإنسان إلى فترة من الحياة يراها فترات صعبة، أعود دوماً وأردد الكلام في هذه الأزمة التي نعيشها في حلب، هذه الحرب التي فرضت علينا، هذه الحرب التي أهانت كرامة الإنسان، التي عذبت الإنسان، التي قتلت الإنسان، هذه الأخطاء التي فرضت علينا من أشخاص غرباء، من خارج بلادنا، من شعب همجي أراد أن يهين كرامة الله تعالى في قتله للإنسان، وفي ذبحه للطفل، وفي تهجير الناس من أراضيها، ومن بيوتها، هذا الإنسان الذي أهان العزة الإلهية، نراه اليوم يعيث فساداً في هذه الأرض، ويعيث فساداً في حياة كل واحد منّا نحن الذين تألمنا من هذه الحرب، وتعذبنا فيها، وخسرنا كل شيء، إلا محبة الله، فلنربط ما يجري معنا يومياً ومانحن نعيشه، وما هو تعليم يسوع، إذا ربطنا هذه الأمور ببعضها نرى أننا دوماً منتصرون على هذه الحرب بأخلاقنا، منتصرون بمحبتنا، منتصرون باحتمالنا، منتصرون بإرادتنا، هذا الذي جعلنا نقف على أرجلنا في هذه الأزمة الصعبة، ونشكره تعالى لأنه دوماً معنا في هذه الامتحانات التي سنخرج منها رابحين، وأكثر من ذلك أن الله تعالى معنا بأننا بقينا أحياء لم نموت خلال الحرب، التفجيرات، والقذائف، والصواريخ التي هدمت كل البيوت، نحن الحمد لله لا زلنا عائشين فهذه نعمة خاصة من الله تعالى، لذلك نذكر جميع الذين توفوا، وجميع الذين قتلوا، وجميع الذين ذبحوا، والذين استشهدوا في هذه الحرب، نذكرهم لأن صورة الله تعالى كانت على وجوههم  أيضاً، فذهبوا ضحية فساد، ذهبوا ضحية إجرام لكن الله تعالى يستقبلهم في السماء كقديسين، كمختارين، وعلى نيتهم نحن دوماً نصلي، ونطلب من يسوع أن يزيدنا في الايمان كي لا نخسر هذا الايمان، كي لا نخسر هذه الشريعة، شريعة المحبة التي علمنا إياها يسوع، ولذلك نبتهل دوماً في صلواتنا قائلين: يارب ارحم، يارب ساعد، يارب قوِ، كل هذه الابتهالات تنبع من قلبنا الصافي لأننا نحب، وعندما نحب نبذل كل شيء في سبيل المحبة.

أكتفي بهذا الكلام اليوم طالباً من يسوع في هذه الذبيحة الإلهية أن يقوينا على احتمال الصعوبات، أن يصبر قلوبنا كي تنتهي هذه المحنة، ونستطيع دوماً أن نعود إلى نشاطنا السابق، لا ننسى يا أحبائي أن البيوت المهدمة ستعود وتتعمر، المنازل والشوارع والمحلات التجارية كل هذا يعود بالصبر، والهدوء، وسنساعد إنشاء الله الذين تهدم بيتهم فليأتي إلينا، ونحن سنقوم بالتصليحات إنشاء الله، ومن ليس له يعطى، فنحن نقوم بواجبنا على أكثر ما نستطيع بمساعدة كل العائلات بدون تمييز كما لاحظتم، وإنشاء الله خلال الأسبوع القادم سنوزع عليكم قسيمة الامبيرات التي وعدناكم بها في الأسبوع الماضي، فكونوا على ثقة أن هذا الاحتمال الذي نعيشه هو من شيمة أخلاقنا الكريمة، لنكن صادقين مع الكنيسة، لنكن صادقين وإن كنا صادقين نصل إلى نهاية سعيدة، هنا الكنيسة معكم، ولكم، ومنكم، وفيكم، (إذا بتجوا لعنا وبتصرحوا عن احتياجاتكم، نحن معكم بالقلب والروح، وحكيت لكم الأحد الماضي وبرجع بعيد الكلام اليوم، انتوا مننا ونحن منكم، فاذا نحن حطينا إيدينا مع بعضنا منصل لنحط الفرح والسعادة في بيوتنا، مع أولادنا، كل شي انتوا بتحتاجوا، تعالوا إلينا وبصدق، بتمنى نعطي معلومات صحيحة للكنيسة، ما يكون في أشخاص لا سمح الله يكذبوا على أعضاء الجمعية أو على المطران، ما بدنا ناس يكونوا متزعزعين في الايمان، عطونا الأشياء اللازمة من الاحتياجات حتى نقدر نساعدكم على اكتر ما منقدر، بمساعدات مادية ومعنوية وروحية إنشاء الله)، فهذا ما أريد أن أقوله لكم اليوم بكل محبة، كأب يحب أولاده، ويريد خير مجتمعه، (أنا كأب روحي لكم بكل صدق، بكل إخلاص بريد ان كلكم تكونوا مبسوطين في بيوتكم مع أولادكم، ترجعوا تعطوهم النشاط، ترجعوا تعطوهم الحماس حتى دوماً يكونوا أولاد صالحين، ويكون مجتمعنا الحلبي مجتمع واحد وقوي ومتوحد مع بعضه البعض، ما منريد حدا منكم يروح، ما منريد حدا يطلع برات البلد، أنا كتير عبزعل لما عبسمع في ناس عبيسافروا، بعد ما أجانا الهدوء، وخلصت الحرب، نطول بالنا شوي معليش، في صعوبات من المي والمازوت والبنزين والغاز كله عمنعيشه مع بعضنا، كلنا عمنشوف شو هي الأزمة، لكن الفرج قادم إنشاء الله).

لنصلي اليوم بهذا القداس، ونطلب من ربنا أن يعطينا القوة حتى نتابع حياتنا، والفرح دائماً معكم، والعذراء تحرسكم.

بنعمة الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by themekiller.com anime4online.com animextoon.com apk4phone.com tengag.com moviekillers.com